الأرنب السريع والسلحفاة الحكيمة

في غابة خضراء، عاش أرنب صغير اسمه "قفاز". كان قفاز سريعًا جدًا، يركض ويقفز بين الأشجار بسرعة البرق، ودائمًا ما كان يتباهى بذلك أمام الحيوانات الأخرى.

وفي نفس الغابة، عاشت سلحفاة بطيئة اسمها "سلوان". كانت سلوان تتحرك ببطء شديد، خطوة بخطوة، ولكنها كانت حكيمة وهادئة.

في أحد الأيام، ضحك قفاز على بطء سلوان، وقال لها بتهكم: "يا سلوان، لماذا تتحركين ببطء هكذا؟ لا أظن أنكِ ستصلين إلى أي مكان في يوم واحد!"

ابتسمت سلوان بهدوء وقالت: "يا قفاز، ربما أكون بطيئة، ولكنني أصل دائمًا إلى وجهتي."

لم يصدق قفاز كلامها، وتحدى سلوان قائلاً: "ما رأيك أن نتسابق؟ لنرى من منا سيصل إلى شجرة التفاح أولًا."

وافقت سلوان على الفور، وتعجب الجميع في الغابة من جرأتها.

بدأ السباق، وانطلق قفاز بسرعة كبيرة جدًا. ركض وركض حتى اختفى عن الأنظار. أما سلوان، فبدأت سباقها ببطء شديد، تتحرك خطوة بخطوة.

ركض قفاز لمسافة طويلة، ثم نظر خلفه ولم يجد سلوان. فكر في نفسه: "لا أظن أن سلوان ستصل إلى هنا أبدًا. سأستريح قليلًا تحت هذه الشجرة، ثم أكمل السباق."

استلقى قفاز تحت شجرة كبيرة، وغطّ في نوم عميق من شدة التعب.

وفي هذه الأثناء، كانت سلوان تواصل طريقها بثبات. لم تتوقف أبدًا، ولم تفقد الأمل. كانت تتحرك ببطء، ولكنها لم تتوقف لحظة واحدة.

مرت سلوان بجانب قفاز النائم، ولم توقفه. استمرت في السير، حتى وصلت أخيرًا إلى شجرة التفاح.

عندما استيقظ قفاز، لم يجد سلوان. ركض بأقصى سرعة، ولكنه عندما وصل إلى شجرة التفاح، وجد سلوان هناك، تنتظره بابتسامة هادئة.

شعر قفاز بالخجل، واعتذر لسلوان على سخريةه منها. تعلم قفاز درسًا مهمًا في ذلك اليوم، وهو أن السرعة لا تضمن الفوز دائمًا، وأن الاستمرار والمثابرة أهم من السرعة.