الثعلب الماكر والديك المغرور
حيلة مكار تنقلب عليه
في غابة مليئة بالأشجار العالية والورود الملونة، عاش ثعلب اسمه "مكار". كان مكار ثعلبًا ذكيًا جدًا، ولكنه كان يحب استخدام ذكائه في خداع الحيوانات الأخرى للحصول على ما يريد. كان الجميع في الغابة يعرفون حيل مكار، ويحذرون بعضهم البعض منه.
وفي مزرعة قريبة، عاش ديك كبير اسمه "عرفان". كان عرفان ديكًا جميلًا، له ريش لامع وذيل طويل ملون. كان يفتخر بصوته العالي، وكان يوقظ المزرعة كلها كل صباح بصياحه.
ذات يوم، كان مكار جائعًا جدًا ولم يجد شيئًا يأكله. فكر في الديك عرفان، وابتسم ابتسامة خبيثة. ذهب مكار إلى المزرعة وتوقف تحت شجرة كبيرة بالقرب من عرفان.
نظر مكار إلى عرفان وقال بصوت حنون: "يا صديقي عرفان، سمعت أن صوتك هو الأجمل في كل الغابة والمزرعة. يقولون إنك تغني بشكل أفضل من أي عصفور آخر."
شعر عرفان بالفخر، ووقف منتصبًا. ولكنه كان ما يزال حذرًا من مكار.
تابع مكار: "لقد سمعت جدّي يقول إن صوت جدّك كان عظيمًا. هل يمكنك أن تغني لي أغنية واحدة فقط؟ أريد أن أسمع هذا الصوت الرائع الذي يتحدث عنه الجميع."
لم يستطع عرفان أن يقاوم الإطراء. نفش ريشه، وأغلق عينيه، ورفع رأسه عاليًا، وبدأ يصيح بأعلى صوته: "كوكو كوكو كوكو!"
بمجرد أن أغلق عرفان عينيه، قفز مكار بسرعة فائقة وأمسك به. فتح عرفان عينيه مذعورًا، ووجد نفسه في فم الثعلب الماكر.
ركض مكار وهو يحمل عرفان بفخر نحو الغابة. رأته الحيوانات الأخرى، وبدأت تصرخ: "لقد أمسك الثعلب بالديك! لقد أمسك الثعلب بالديك!"
سمع عرفان صرخاتهم، وفكر في حيلة. قال لمكار بصوت مرتجف: "يا مكار، أنت قوي جدًا وسريع. عندما تصل إلى الغابة، لا تنسَ أن تخبر جميع الحيوانات بأنك أمسكت بي. قل لهم: 'أنا مكار، الثعلب الأذكى والأقوى، وقد أمسكت بهذا الديك الكبير وحدي!'"
أعجبت الفكرة مكار، ونسي تمامًا أنه يمسك بعرفان. فتح فمه بفخر ليقول: "أنا مكار، الثعلب الأذكى..."
وقبل أن يكمل كلماته، استغل عرفان الفرصة وطار بسرعة عائدًا إلى المزرعة.
شعر مكار بالغضب الشديد. فقد عرفان، وبقي جائعًا. جلس وحده يفكر في غبائه وكيف أنه وقع في نفس الفخ الذي نصبه لعرفان.
عاد عرفان إلى المزرعة، وشكر أصدقاءه على مساعدتهم. ومنذ ذلك اليوم، تعلم عرفان ألا يصدق الإطراء الزائد، وألا يغتر بنفسه. أما مكار، فقد تعلم أن المكر قد ينقلب على صاحبه إذا لم يكن حذرًا.