القرد الكسول والدرس الثمين
درس في الغابة
في غابة استوائية مليئة بالأشجار العالية والثمار اللذيذة، عاش قرد صغير اسمه "بندق". كان بندق قردًا نشيطًا ومحبًا للعب، ولكنه كان أيضًا قردًا كسولًا جدًا. كان يحب أن يقضي وقته في النوم على الأغصان أو يأكل الموز دون عناء.
في نفس الغابة، عاش قرد آخر اسمه "فطين". كان فطين قردًا صغيرًا وذكيًا، وكان يعمل بجد. كان يجمع الفواكه من كل مكان ويخزنها ليتناولها في الأيام التي لا يجد فيها طعامًا بسهولة.
في يوم من الأيام، بينما كان فطين يجمع الموز من شجرة طويلة، جاء بندق وهو يتقافز ويلعب.
قال بندق لفطين: "لماذا تعمل بجد يا فطين؟ هناك الكثير من الطعام في كل مكان!"
أجاب فطين: "يجب أن نستعد للمستقبل يا بندق. قد تأتي أيام لا نجد فيها طعامًا بسهولة."
ضحك بندق وقال: "أنا لا أحتاج إلى التفكير في المستقبل! أنا أستمتع بالوقت الحالي."
استمر بندق في اللعب واللهو، وترك فطين يعمل بجد. كان يأكل الكثير من الموز، ويرمي القشور على الأرض، ولا يفكر في أي شيء آخر.
بعد مرور بضعة أسابيع، هطلت أمطار غزيرة على الغابة. كانت الأمطار قوية لدرجة أن أغلب الفواكه سقطت على الأرض وتلفت. لم يجد أي قرد طعامًا بسهولة.
شعر بندق بالجوع الشديد، وذهب يبحث عن طعام، لكنه لم يجد شيئًا. ذهب إلى الأماكن التي كان يجد فيها الموز، لكن كل ما وجده كان قشور الموز التي تركها بنفسه.
ذهب بندق إلى فطين وهو يشعر بالجوع واليأس. وجد فطين في بيته يأكل الموز الذي جمعه.
قال بندق بصوت حزين: "يا فطين، أنا جائع جدًا. لم أجد أي طعام."
نظر فطين إلى بندق وقال: "كنت أحذرك يا بندق، لكنك لم تستمع لي. لقد عملت بجد وجمعت الطعام، والآن لدي ما يكفيني."
شعر بندق بالندم الشديد على كسله وغروره. اعتذر من فطين، ووعده بأنه سيتعلم منه ويعمل بجد من الآن فصاعدًا.
كان فطين طيب القلب، فأعطى بندق بعضًا من الموز الذي جمعه. ومنذ ذلك اليوم، تعلم بندق درسًا مهمًا. أصبح يعمل بجد مثل فطين، ويجمع الطعام، ويستعد للمستقبل. وأصبح أفضل صديق لفطين، ويعملان معًا في الغابة.