بهية وحلا: قصة في المزرعة
درس في الحكمة
في مزرعة خضراء جميلة، عاشت بقرة سمينة اسمها "بهية". كانت بهية بقرة هادئة جدًا، تحب أن تأكل العشب اللذيذ وتنام تحت أشعة الشمس. كانت تنتج الكثير من الحليب، وكان الجميع في المزرعة يحبونها ويقدرونها.
وبجانبها، عاشت ماعز صغيرة ونشيطة اسمها "حلا". كانت حلا ماعزًا ذكية جدًا، لكنها كانت تشعر بالغيرة من بهية. كانت حلا تنتج القليل من الحليب، وكانت تعتقد أن بهية أفضل منها لأنها أكبر حجمًا وتنتج حليبًا أكثر.
في يوم من الأيام، قررت حلا أن تثبت للجميع أنها أفضل من بهية. ذهبت حلا إلى بهية وقالت بتحدٍ: "يا بهية، لماذا أنتِ دائماً جالسة؟ أنا أتحرك وأجري كل يوم، وأعتقد أنني أقوى منكِ."
ابتسمت بهية وقالت: "أنا أحب أن أكون هادئة، وهذا يساعدني على أن أبقى بصحة جيدة وأنتج حليبًا شهيًا."
لم تقتنع حلا، وقررت أن تبدأ مسابقة مع بهية. قالت: "دعنا نرى من يمكنه أن يجمع أكبر كمية من الطعام في يوم واحد!"
قبلت بهية التحدي بهدوء.
بدأت المسابقة. ركضت حلا في كل مكان، وقفزت فوق الصخور، وأكلت أوراق الشجر من الأغصان العالية. كانت نشيطة جدًا، ولكنها كانت تأكل كل ما تراه، حتى الأشياء التي لا تحتاجها.
أما بهية، فبقيت في مكانها، وتناولت العشب الطازج ببطء وهدوء. لم تتحرك كثيرًا، بل كانت تركز على تناول أفضل أنواع العشب الذي يجعلها قوية وصحية.
في نهاية اليوم، كانت حلا متعبة جدًا، وبطنها يؤلمها من كثرة الأكل العشوائي. أما بهية، فقد كانت مرتاحة ومليئة بالطاقة. وعندما جاء المزارع لجمع الحليب، كانت بهية تنتج حليبًا كثيرًا، بينما أنتجت حلا القليل جدًا.
في تلك اللحظة، فهمت حلا الدرس. ذهبت إلى بهية وقالت لها: "لقد كنتِ على حق يا بهية. القوة ليست في الحركة السريعة فقط، بل في الحكمة والهدوء. لقد تعلمت منكِ أن الأهم هو أن نركز على ما يهم، وأن نستخدم طاقتنا بحكمة."
منذ ذلك اليوم، أصبحت حلا صديقة لبهية. وتعلمت منها أن تكون أكثر هدوءًا وحكمة في تصرفاتها، وأن كل كائن له قيمته الخاصة، بغض النظر عن حجمه أو ما ينتجه.