حكمة الغزالة وشجاعة الأسد

في غابة خضراء واسعة، عاش أسد قوي اسمه "ليث". كان ليث هو ملك الغابة، وكان يتمتع بشجاعة كبيرة. لم يكن يخاف من أي شيء، وكان يدافع عن الغابة وحيواناتها من أي خطر. ولكن، كان لديه مشكلة واحدة: كان يعتقد أن القوة هي أهم شيء في الحياة.

وفي نفس الغابة، عاشت غزالة صغيرة اسمها "جميلة". كانت جميلة غزالة رشيقة ولطيفة، وكانت سريعة جدًا. ولكن ما يميزها حقًا هو حكمتها وذكاؤها. كانت تفكر دائمًا قبل أن تتصرف.

في يوم من الأيام، قرر ليث إقامة مسابقة في الغابة لاختيار أقوى حيوان. جمع كل الحيوانات وقال بصوت عالٍ: "أنا ملك الغابة، وسوف أختار الأقوى من بينكم ليكون مساعدي."

تحمست الحيوانات وبدأت المسابقة. شارك فيها الفيل بقوته، والنمر بسرعته، والدب بضخامته. أما جميلة، فلم تشارك، بل بقيت تراقب من بعيد.

في نهاية المسابقة، لم يتمكن ليث من اختيار فائز. فقد كانت كل حيوان قويًا بطريقته الخاصة. شعر ليث بالحيرة والغضب.

وفي تلك اللحظة، ظهر ثعبان سام كبير أمام الغابة، وأخاف كل الحيوانات. حاول ليث أن يهاجمه، لكن الثعبان كان سريعًا جدًا. حاول الفيل أن يدهسه، لكن الثعبان تسلل من بين قدميه.

رأت جميلة ما يحدث، وفكرت بسرعة. ذهبت إلى ليث وقالت له: "يا ملك الغابة، القوة ليست دائمًا في العضلات. القوة الحقيقية هي في التفكير والحكمة."

لم يفهم ليث ما تقصده. فقالت له جميلة: "اتبعني!"

ركضت جميلة بسرعة نحو النهر، وقفزت فوق صخرة كبيرة. تبعها ليث وهو يصرخ: "ماذا تفعلين؟ الثعبان يلاحقنا!"

لكن جميلة لم تتوقف. استمرت في الركض حتى وصلت إلى منطقة مليئة بالصخور الكبيرة. عندما اقترب الثعبان منهم، قفزت جميلة إلى أعلى صخرة، واستدارت بسرعة.

لم يستطع الثعبان السام أن يتسلق الصخرة الكبيرة. بقي في الأسفل غاضبًا، ثم انسحب وعاد إلى مكانه.

شعر ليث بالدهشة وقال لجميلة: "لقد كنتِ شجاعة جدًا وذكية. لقد أنقذتِ الغابة بذكائك، وليس بقوتك."

ابتسمت جميلة وقالت: "كل منا له قوته الخاصة يا ليث. قوتك في شجاعتك، وقوتي في حكمتي وسرعتي."

منذ ذلك اليوم، أصبح ليث وجميلة أفضل الأصدقاء. وتعلّم ليث أن القوة الحقيقية تكمن في الحكمة والتفكير، وأنها أهم من القوة الجسدية وحدها.