خربوش وزينة: قصة في السهل المشمس
درس في النظافة والصداقة
في سهل واسع مشمس، عاش خنزير صغير اسمه "خربوش". كان خربوش خنزيرًا لطيفًا ومرحًا، ولكنه كان يحب اللعب في الطين والوحل. كان يجد متعة كبيرة في القفز في البرك الطينية، ولف نفسه بالوحل من رأسه حتى أخمص قدميه. كانت فوضاه تملأ مكانه، حيث كانت الأوراق المتساقطة والأوساخ منتشرة في كل مكان حول بيته.
وبالقرب منه، عاشت زرافة أنيقة اسمها "زينة". كانت زينة تحب النظافة والنظام أكثر من أي شيء آخر. كانت تلمع بقعها البنية تحت الشمس، وكان شعرها مرتبًا بعناية. كانت تقضي وقتها في ترتيب أوراق الشجر على أغصانها، وتتأكد من أن كل شيء حولها نظيف وجميل.
في يوم من الأيام، قررت زينة أن تقترب من خربوش لتتعرف عليه. لكنها ما إن رأت الفوضى التي يعيش فيها، حتى شعرت بالاشمئزاز.
قالت زينة بصوت مهذب: "مرحبًا يا خربوش. لماذا تعيش في كل هذه الفوضى؟ النظافة مهمة جدًا."
ضحك خربوش وقال وهو يخرج من بركة طينية: "أهلاً بك يا زينة. أنا أحب الطين! إنه يبرد جسدي ويحميني من أشعة الشمس. والفوضى تجعلني أشعر بالسعادة والحرية."
نظرت زينة إلى خربوش بأسف، وقالت: "لكن الطين والأوساخ تجلب الأمراض والجراثيم. يجب أن تحافظ على نظافتك."
لم يقتنع خربوش، واستمر في اللعب في الوحل.
في إحدى الليالي، هطلت عاصفة قوية على السهل. كانت الرياح تهب بقوة، وتقتلع الأغصان والأوراق. كان خربوش نائمًا في بيته المبعثر، ولم يشعر بالخطر.
وفي الصباح، استيقظ خربوش ليجد أن عاصفة الأمس قد تركت ورائها فوضى أكبر. كان بيته مليئًا بالأغصان المكسورة والأوراق المتساقطة، ولم يعد يستطيع التحرك.
رأت زينة ما حدث، وهرعت لمساعدة خربوش. استخدمت رقبتها الطويلة لترفع الأغصان الثقيلة، واستخدمت حوافرها لتنظف الأوراق المتراكمة. عملت بجد حتى تمكنت من ترتيب المكان وتنظيفه.
شعر خربوش بالامتنان الكبير لزينة. قال لها: "شكرًا لك يا زينة. لقد كنتِ على حق. الفوضى جعلتني في خطر، ونظافتكِ ونظامكِ أنقذاني."
ابتسمت زينة وقالت: "كل منا له طريقته في الحياة، يا خربوش. أنت تحب المرح، وأنا أحب النظام. ولكن يمكننا أن نجد طريقة للعيش معًا بسلام واحترام."
ومنذ ذلك اليوم، تعلم خربوش أن يهتم بنظافته قليلًا، وأن ينظم بيته. وتعلمت زينة أن تتقبل خربوش كما هو، وتحب لطفه ومرحه. أصبحا صديقين حميمين، يتبادلان الضحكات والمرح، ويتعاونان معًا في السهل الجميل.