درعاء والشجاعة المكتشفة
الشجاعة:
في بحيرة كبيرة وهادئة، عاشت سلحفاة صغيرة اسمها درعاء. كانت درعاء سلحفاة مميزة، فكانت لديها درع قوية جدًا تحميها من أي خطر. كانت هذه الدرع صلبة كالصخر، وتجعلها تشعر بالأمان دائمًا.
ولكن، كان هناك مشكلة صغيرة: كانت درعاء تخاف من الخروج من قوقعتها. كانت تخشى العالم الخارجي، وتفضل أن تبقى في مكانها الآمن داخل درعها. كانت تراقب الأسماك وهي تسبح، والطيور وهي تطير، وتتمنى لو أنها تستطيع أن تكون شجاعة مثلهم.
في يوم من الأيام، جاءت عاصفة قوية جدًا على البحيرة. كانت الرياح تهب بقوة، وتقتلع الأشجار، وكانت المياه ترتفع. خافت كل الحيوانات في البحيرة، وبدأت تبحث عن مكان آمن.
اختبأت درعاء داخل قوقعتها، وشعرت بالأمان. لكنها رأت سمكة صغيرة اسمها لمعة، كانت تسبح نحوها بسرعة فائقة.
قالت لمعة لدرعاء: "يا درعاء، صديقنا الضفدع الصغير قد علق تحت غصن شجرة. نحن لا نستطيع أن نساعده، لأننا نخاف من أن تجرفنا المياه."
شعرت درعاء بالخوف الشديد، ولكنها تذكرت أن درعها يمكن أن يحميها. فكرت في نفسها: "درعي قوي، ويمكنه أن يحميني من أي شيء. ربما أستطيع أن أساعد الضفدع."
خرجت درعاء من قوقعتها، وسبحت نحو مكان الضفدع. كانت المياه قوية، ولكن درعاء كانت محمية. وصلت إلى الضفدع، واستخدمت درعها القوية لتدفع الغصن بعيدًا، وتمكن الضفدع من الهروب.
شكر الضفدع درعاء على شجاعتها، وشكرتها لمعة أيضًا. وفي تلك اللحظة، شعرت درعاء بشعور غريب وجميل: شعرت بالشجاعة.
منذ ذلك اليوم، لم تعد درعاء تخاف من العالم الخارجي. أصبحت تستخدم درعها لحماية أصدقائها، وأصبحت سلحفاة شجاعة ومحبة للجميع. تعلمت أن القوة الحقيقية ليست في الاختباء، بل في مساعدة الآخرين.