شرس والطيور الصغيرة: قصة من المستنقع

في مستنقع كبير مليء بالقصب وأشجار المانغروف، عاش تمساح ضخم اسمه "شرس". كان شرس تمساحًا مخيفًا، يملك فمًا كبيرًا مليئًا بالأسنان الحادة، وكان الجميع في المستنقع يخشاه. لم يكن لدى شرس أي أصدقاء، لأنه كان يعتقد أن القوة هي أهم شيء في الحياة، وأن الأصدقاء مجرد ضعف.

في نفس المستنقع، عاشت مجموعة من الطيور الصغيرة الملونة. كانت هذه الطيور تبني أعشاشها على أغصان الشجر، وكانت تغني أغاني جميلة طوال اليوم. كان شرس يكره صوتها، ويجدها مزعجة وضعيفة.

في يوم من الأيام، ارتفع منسوب المياه في المستنقع بسبب الأمطار الغزيرة. غمرت المياه كل شيء، وأصبحت أعشاش الطيور الصغيرة في خطر.

رأت الطيور أن أعشاشها ستغرق، فخافت وبدأت تصرخ. لكن شرس لم يهتم. قال لنفسه: "هذه مشكلتهم، أنا قوي ولن يؤذيني شيء."

لكن عندما استمر منسوب المياه في الارتفاع، شعر شرس بالخطر أيضًا. كانت المياه تجرف أغصان الشجر نحو مكان ضيق، وحوصر شرس بين صخرتين كبيرتين. لم يستطع التحرك، وكلما حاول التحرر، كان يغوص أكثر.

بدأت الطيور الصغيرة ترى شرسًا وهو محاصر. كانت خائفة منه، لكنها شعرت بالشفقة عليه.

قالت طائر صغير اسمه "زقزوق": "يجب أن نساعده. لقد كان شرسًا معنا، لكنه الآن في خطر."

لم يقتنع بقية الطيور، لكن زقزوق قال لهم: "ربما إذا ساعدناه، سيتعلم أن يكون لطيفًا."

طارت الطيور الصغيرة معًا نحو شرس. لم تستطع تحريك الصخور، لكنها طارت إلى شجرة قريبة وكسرت بعض الأغصان القوية. ثم، باستخدام مناقيرها، حملت الطيور الأغصان ووضعتها تحت جسد شرس، مما ساعده على أن يرتفع قليلًا فوق المياه.

وبعد جهد كبير من الطيور الصغيرة، تمكنت من رفع شرس بما يكفي ليتحرر من الصخرتين.

عندما تحرر شرس، نظر إلى الطيور الصغيرة بدهشة. قال لهم: "كنت أظنكم ضعفاء، لكنكم أنقذتم حياتي. لم أكن أظن أن الصداقة والمساعدة يمكن أن تكون بهذه القوة."

اعتذر شرس من الطيور على سلوكه، وشكرهم على لطفهم وشجاعتهم. ومنذ ذلك اليوم، أصبح شرس صديقًا للطيور الصغيرة، وحاميًا لها في المستنقع. وتعلّم أن الصداقة أقوى من أي قوة في العالم.