غرور الثعلب واجتهاد النمر

في غابة الوداع، حيث تغيب الشمس مبكرًا وتنتشر الأضواء الخافتة، عاش ثعلب جميل اسمه "فارد". كان فارد يتميز بفراء ذهبي لامع وذيل كثيف، وكان يظن أن جماله هو أهم ما يملك. كان يقضي وقته في تزيين فروه والتباهي به أمام الحيوانات الأخرى.

وبجانبه، عاش نمر صغير اسمه "نمرود". كان نمرود مجتهدًا للغاية، يقضي أيامه في التدريب على الصيد والركض، ويجمع الطعام ويجهز مخبأه لفصل الشتاء القادم. لم يكن يملك جمال فارد، لكنه كان يملك إرادة قوية وعزيمة لا تلين.

كان فارد يضحك على نمرود ويقول له: "لماذا تتعب نفسك يا نمرود؟ الجمال يكفي لجلب كل ما أريد."

أما نمرود فكان يبتسم ويقول: "الجمال يزول يا فارد، لكن الجد والاجتهاد يبنيان المستقبل."

لم يقتنع فارد بكلام نمرود، واستمر في لهوه وغروره.

في أحد الأيام، هبت عاصفة ثلجية قوية على غابة الوداع. غطى الثلج كل شيء، وأصبح الطعام نادرًا جدًا. كانت الحيوانات تبحث عن مأوى وطعام، لكنها لم تجد شيئًا.

شعر فارد بالبرد والجوع الشديد. ذهب ليبحث عن طعام، لكن الثلج غطى كل شيء، ولم يستطع أن يصطاد شيئًا. بدأ يشعر باليأس والخوف.

أما نمرود، فكان في مخبأه الدافئ، يأكل من الطعام الذي جمعه. كان سعيدًا وممتنًا لعمله الشاق.

رأى نمرود فارد يرتجف من البرد، فشعر بالشفقة عليه. ذهب إليه وقال له: "يا فارد، تفضل وادخل إلى مخبئي. يمكنك أن تأكل وتتدفأ."

شعر فارد بالخجل من نفسه، وذهب إلى مخبأ نمرود. أكل من الطعام الدافئ وشعر بالراحة.

بعد أن انتهت العاصفة، شكر فارد نمرود وقال له: "لقد كنت على حق يا نمرود. الجمال وحده لا يكفي. الاجتهاد هو ما ينقذنا من الأزمات. لقد تعلمت منك درسًا لن أنساه أبدًا."

ومنذ ذلك اليوم، أصبح فارد ونمرود صديقين حميمين. تعلم فارد من نمرود أهمية الاجتهاد، وتعلم نمرود من فارد أن الجمال يمكن أن يكون له قيمة إذا استخدم بحكمة.