مغامرات ليلى الأفعى الشجاعة
ليلى تكتشف قوتها
في غابة خضراء واسعة، عاشت أفعى صغيرة اسمها "ليلى". كانت ليلى جميلة بجلدها اللامع الذي يلمع تحت ضوء الشمس. كانت تزحف بخفة بين الأعشاب والزهور، ولكن كان لديها حلم غريب: أن تمتلك أرجلًا.
كل يوم، كانت ليلى تراقب المخلوقات الأخرى في الغابة. رأت الغزال يركض برشاقة، والأرنب يقفز بسرعة، والسناجب تتسلق الأشجار بخفة. كانت تشعر بالحزن لأنها لا تستطيع أن تفعل مثلهم. كانت تقول لنفسها: "لو كان لدي أرجل، لاستطعت أن أركض وأقفز وأتسلق. سأكون الأسرع والأجمل في الغابة!"
في نفس الغابة، عاشت سحلية صغيرة اسمها "سوسو". كانت سوسو سحلية هادئة وصبورة، تحب الجلوس على صخرة دافئة تحت الشمس وتأمل في الغابة. كانت لديها أربعة أرجل صغيرة، لكنها كانت تتحرك ببطء، ولم تكن تزعجها بطئها أبدًا.
رأت سوسو حزن ليلى، فاقتربت منها بلطف وسألتها: "لماذا أنت حزينة يا ليلى؟"
أجابت ليلى بصوت مليء بالأسى: "أنا أحلم بأن يكون لدي أرجل مثلك يا سوسو. أريد أن أركض وأقفز!"
ابتسمت سوسو وقالت: "يا ليلى، لكل منا شيء مميز. أنتِ جميلة بزحفك ورشاقتك. هل تعلمين أنكِ تستطيعين أن تتسللي إلى أماكن لا أستطيع أنا الوصول إليها بأرجلي؟"
لم تقتنع ليلى، وقالت: "لكن الأرجل أفضل!"
في يوم من الأيام، حوصر غزال صغير في شبكة صيد تركها أحد الصيادين. حاول الغزال أن يحرر نفسه، لكنه لم يستطع.
رأت ليلى الغزال وهو يصارع من أجل النجاة، فقررت أن تساعده. تظاهرت بأنها غاضبة ونفخت بصوت عالٍ، فخافت الحيوانات الأخرى واختبأت. ثم، استخدمت ذيلها الطويل ومرونتها للتسلل بين خيوط الشبكة، وقطعها بأسنانها الحادة.
بعد جهد كبير، تمكنت ليلى من تحرير الغزال. شكرها الغزال وقال لها: "شكرًا لك يا ليلى. لم يستطع أحد مساعدتي. قوتك كانت في مرونتك ورشاقتك، وهذا ما جعلني أتحرر."
شعرت ليلى بفخر كبير. رأت أن قدرتها على الزحف والدخول إلى الأماكن الضيقة كانت ميزة كبيرة، وليست عيبًا.
بعد هذه الحادثة، ذهبت ليلى إلى سوسو وقالت لها: "لقد كنتِ على حق يا سوسو. كل منا لديه ميزة خاصة. أنا قوية بزحفي، وأنتِ قوية بأرجلك. لم أعد أريد أرجلًا، أنا سعيدة بكوني أفعى!"
منذ ذلك اليوم، أصبحت ليلى وسوسو صديقتين حميمتين. وتعلمت ليلى أن تكون سعيدة بما لديها، وأن كل مخلوق في الغابة له جماله وقوته الخاصة التي تجعله مميزًا.