منقار النورس الذكي

في ميناء كبير، حيث تصطف السفن وتأتي وتذهب، عاش نورس اسمه "منقار". كان منقار ذكيًا جدًا، لكن ذكاءه كان يسبب له المشاكل. كان يستخدم ذكاءه لخداع الصيادين وسرقة طعامهم، بدلًا من أن يصطاده بنفسه.

في يوم من الأيام، بينما كان منقار يحلق فوق السفن، رأى صيادًا يضع سمكة كبيرة في صندوق خشبي. فكر منقار في طريقة لسرقة السمكة، فذهب إلى صندوق السمك ونقر عليه مرارًا وتكرارًا.

اعتقد الصياد أن الصندوق فارغ، فذهب ليتفحصه. وبمجرد أن ابتعد الصياد، سرق منقار السمكة وطار بعيدًا.

في يوم آخر، كان هناك صياد آخر يملك قاربًا مليئًا بالأسماك. فكر منقار في طريقة لسرقة المزيد من الأسماك. ذهب إلى القارب وأطلق صرخات عالية، فظن الصياد أن هناك عاصفة قادمة.

أسرع الصياد إلى الشاطئ ليحمي قاربه، وبمجرد أن ابتعد، سرق منقار الكثير من الأسماك وطار بعيدًا.

مرت الأيام، وأصبح منقار معروفًا في الميناء بذكائه ومكره. كان الجميع يخشاه، ولا أحد يحبه.

في يوم من الأيام، علقت سفينة صياد في شبكة صيد كبيرة. حاول الصياد أن يحرر سفينته، لكنه لم يستطع. كانت الشبكة قوية جدًا.

رأى منقار ما حدث، وشعر بالأسف على الصياد. فكر في طريقة لمساعدته.

فجأة، جاءت إلى منقار فكرة ذكية. طار منقار نحو السفينة، وبدأ ينقر على الحبال التي تربط الشبكة بالسفينة. كانت الحبال قوية جدًا، ولكن منقار كان مصرًا على المساعدة.

وبعد جهد كبير، تمكن منقار من قطع بعض الحبال، مما سمح للصياد أن يحرر سفينته.

شكر الصياد منقار وقال له: "شكرًا لك أيها النورس. لقد كنت ذكيًا جدًا في مساعدتي. لقد كنت أظن أن ذكاءك يستخدم فقط للمشاكل، لكنك أثبت لي العكس."

شعر منقار بالسعادة، وأدرك أن الذكاء يمكن أن يكون نعمة إذا استخدم في مساعدة الآخرين، وليس في إيذائهم.

ومنذ ذلك اليوم، أصبح منقار صديقًا لكل الصيادين في الميناء، ولم يعد يستخدم ذكاءه لسرقة الطعام، بل لمساعدة الآخرين.