نمير وعنبر: سباق الحياة
درس في حديقة
في حديقة جميلة وواسعة، عاش قط صغير اسمه "نمير". كان نمير قطًا رشيقًا وسريعًا جدًا، وكان يتباهى دائمًا بسرعته. كان يركض خلف الفراشات ويصطاد الحشرات بخفة، ولم يستطع أحد في الحديقة أن يلحق به.
وبجانب نمير، عاش كلب كبير اسمه "عنبر". كان عنبر كلبًا بطيئًا وهادئًا، وكان يحب المشي بهدوء وتأمل الزهور والأشجار. لم يكن يهتم بالسرعة أو السباقات.
في يوم من الأيام، بينما كان عنبر يمشي ببطء، جاء نمير وهو يركض بسرعة فائقة، وتوقف أمامه وقال بلهجة فيها بعض الغرور: "يا عنبر، أنت بطيء جدًا! لماذا لا تركض وتستمتع بسرعة الحياة؟"
ابتسم عنبر وقال: "أنا أستمتع بالحياة بطريقتي يا نمير. المشي ببطء يتيح لي رؤية أشياء جميلة لا تراها أنت وأنت تركض."
لم يقتنع نمير، وقال: "أنا أتحداك في سباق! دعنا نرى من الأقوى والأسرع!"
قبل عنبر التحدي بهدوء.
بدأ السباق. ركض نمير بأقصى سرعة، واختفى عن الأنظار في ثوانٍ. أما عنبر، فبدأ يمشي ببطء كعادته.
وصل نمير إلى خط النهاية بسرعة، لكنه كان متعبًا جدًا ومليئًا بالغبار. عندما نظر حوله، وجد أن عنبر لم يصل بعد، فجلس ينتظره.
وبعد مرور وقت طويل، وصل عنبر إلى خط النهاية. لم يكن متعبًا، بل كان مسترخيًا وسعيدًا.
نظر إليه نمير بدهشة وقال: "لقد فزت أنا بالسباق، لكنك تبدو سعيدًا جدًا. لماذا؟"
أجاب عنبر: "بينما كنت تركض بسرعة، أنا مشيت ببطء، وشاهدت فراشة جميلة تحط على زهرة، وسمعت صوت عصفور يغني أغنية رائعة، ورأيت قطرات الندى تلمع على أوراق الشجر. لقد فزت أنت بالسباق، لكنني أنا من استمتعت بالرحلة."
فهم نمير الدرس. أدرك أن السرعة ليست دائمًا هي الأهم. تعلم أن الاستمتاع باللحظة والهدوء يمكن أن يجلب السعادة، وأن الحياة ليست مجرد سباق.
منذ ذلك اليوم، أصبح نمير يمشي ببطء مع عنبر أحيانًا، ويستمتع بجمال الحديقة. وعاش الصديقان في سعادة، كل منهما يستفيد من طبيعة الآخر.