Droid Dreams
الرئيسيةالقصص
تسجيل الدخولتسجيل

© 2025 StoryWeaver. جميع الحقوق محفوظة.

معلومات عنااتصل بناشروط الخدمةالخصوصية
    رومانسي
    طويل

    قصة حب بين الطموح والإصرار في مدينة "أثيريا"

    DDby Droid Dreams
    16 مشاهدات
    0.0 (0 تقييمات)

    تقاطعات في حدائق التفكير

    لم تكن حادثة "سوق الهمسات" مجرد صدفة عابرة في نظر مروى أو أنس. فبعد ذلك اللقاء المفاجئ، بدأت تقاطعاتهما تتكرر في أماكن غير متوقعة، خاصة في "حدائق التفكير" المعلقة. هذه الحدائق، التي كانت تُعرف بهدوئها المريح وشلالات "الأثير المتلألئة" التي تتدفق من جذور الأشجار الضخمة، كانت نقطة التقاء غريبة بين عالمين مختلفين. كانت مروى تزورها عادةً بحثاً عن العزلة، حيث يمكنها أن تفتح "لفائف المعرفة" وتغوص في دراستها بعيداً عن ضوضاء "حي الظلال"، بينما كان أنس يتوقف هناك لبعض الراحة بعد ساعات طويلة من جمع الكريستالات، مستمتعاً ببرودة النسيم الأثيري الذي يخفف من تعب جسده.

    في البلقان الأول بعد الحادثة، رأت مروى أنس جالساً على مقعد حجري قديم، يمسح بقطعة قماش بالية "كريستالة طاقة" خضراء لامعة. ترددت للحظة، لكن فضولها غلب حذرها. "أهلاً... جامع الكريستالات؟" قالت بصوت خافت، شبه سائل. رفع أنس رأسه، وتفاجأ بوجودها. ابتسم ابتسامة بسيطة كشفت عن لمعة في عينيه، وقال: "أهلاً بكِ. يبدو أن القدر يصر على أن نلتقي مرة أخرى." لم تكن هذه المرة حادثة، بل كانت بداية محادثات طويلة، امتدت لساعات، وتحولت من مجرد تبادل للكلمات إلى جسر يربط بين عقلين مختلفين، لكنهما يمتلكان ذات الشغف بالمعرفة والطموح.

    كانت مروى، التي نشأت على قصص "المدينة المضيئة" وبريقها الخادع، تتوقع أنسًا بائسًا، محبطًا من واقعه. لكنها وجدت فيه شابًا ذكيًا، وعازمًا، ومفعمًا بطاقة لم ترها من قبل. كان أنس يتحدث بشغف لا يصدق عن مشروعه، وعن رؤيته لمستقبل أفضل. لم يكن مجرد جامع كريستالات، بل كان مفكرًا، يحمل خططًا دقيقة لتحويل مشروعه الصغير إلى كيان اقتصادي ضخم. "الكريستالات المهملة ليست مجرد قمامة يا مروى،" قال لها ذات مرة، وعيناه تلمعان. "إنها طاقة كامنة، تنتظر من يكتشفها ويعيد إحياءها. تخيلي عالماً حيث لا توجد طاقة مهدرة، حيث كل شيء يمكن أن يعاد تدويره ويخدم أثيريا بطرق جديدة." كانت مروى تستمع إليه بانبهار، متفاجئة من عمق تفكيره. لم تكن تتوقع أن شاباً يعمل في "أزقة النفايات المتوهجة" يمكن أن يكون لديه مثل هذه الرؤى المعقدة.

    بالنسبة لأنس، كانت مروى اكتشافًا فريدًا. لم يعتد على مثل هذا الاهتمام الصادق من أحد، خاصة من فتاة من "حي الظلال" تسعى للارتقاء. كانت تستمع إليه باهتمام، تشجعه، وتشاركه أفكارها حول كيفية تفعيل "الكريستالات الميتة" باستخدام مبادئ "طاقة الوعي" التي كانت تدرسها. "ربما يمكننا استخدام ترددات معينة لإعادة شحنها،" قالت له ذات يوم، بينما كانت ترسم مخططات معقدة على ورقة. "أو ربما دمجها مع مصادر طاقة طبيعية موجودة في 'أعماق الأثير'." كانت أفكارها تضيء عقله، وتفتح أمامه آفاقًا جديدة لم يكن ليخطر له على بال. كان يجد في طموح مروى وذكائها شريكة حقيقية يمكن أن يحقق معها أحلامه، ليس فقط لأنه أحبها، بل لأنه رأى فيها شريكة استراتيجية لمشروعه.

    مع مرور الأيام، نمت مشاعر الحب بينهما في "حدائق التفكير". لم تكن مجرد إعجاب، بل كانت رابطًا عميقًا يتجاوز الفروقات الاجتماعية. كانت مروى تجد في إصرار أنس وقوة إرادته ما يلهمها، فقد كان يذكرها بأن الطموح لا يعرف حدودًا. بينما كان أنس يرى في طموح مروى وذكائها شريكة حقيقية يمكن أن يحقق معها أحلامه، فقد كانت النور الذي يضيء دربه في الظلام. كانا يتحدثان لساعات، ليس فقط عن أحلامهما ومشاريعها، بل عن حياتهما، عن آمالهما، ومخاوفهما. مروى تحدثت عن ثقل مسؤولية عائلتها، وكيف تشعر بأنها يجب أن تكون المنقذة لهم. أنس تحدث عن وحدته، وكيف أن حلمه ببناء شركة "تجديد الكريستالات" هو الشيء الوحيد الذي يمنحه الأمل.

    بدأت اللقاءات في "حدائق التفكير" تأخذ منحىً آخر. لم تعد مجرد محادثات عن العمل والطموح، بل أصبحت لقاءات يتبادلان فيها الضحكات الصادقة، والنظرات الحالمة. أدركا أن هناك شيئًا أعمق ينمو بينهما، شعورٌ بالراحة والاطمئنان لم يجداه مع أي شخص آخر. في إحدى الأمسيات الهادئة، بينما كانت "المدينة المضيئة" تشع ببريقها من بعيد، وكان "النور الأزلي" يلقي بظلاله الهادئة على "حدائق التفكير"، تشابكت أياديهما بشكل عفوي. كانت تلك اللحظة تأكيدًا صامتًا على المشاعر التي تضمرها قلوبهما. الحب، الذي كان يبدو مستحيلاً بين فتاة من "حي الظلال" وشاب من "أزقة النفايات المتوهجة"، بدأ يزهر ببطء، ليصبح أقوى من أي "ضباب للتقاليد" أو "قوانين للمجلس الأثيري". كانا يعلمان أن الطريق سيكون صعبًا، لكنهما كانا مستعدين لمواجهة أي تحدي معًا.

    ← الفصل السابق: همسات الظلال وبريق الكريستالالفصل التالي: ضباب التقاليد وصدى الرفض →